Please assign a menu to the primary menu location under menu

Jean Pierre Hakim

هكذا قضى البابا فرنسيس على داعش من جذورها

خلال الحرب الباردة، سأل أحد القادة الروس “كم من الدبابات في الفاتيكان” ضاحكاً على محاولة الفاتيكان التخلّص من الشيوعية. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، جاء الرئيس الروسي غورباتشيف الى الفاتيكان منحنياً أمام عظمة يوحنا بولس الثاني.

القوة التي تملكها الكنيسة ليست من هذا العالم، ومن يستهين بشخص البابا ويعتبره انساناً عادياً هو جاهل أو يريد التعامي عن قدرة دولة صغيرة ولكن جبروتها قوي.

مع نشأة داعش، انتقد كثيرون البابا فرنسيس على ما يقوم به، كيف لبابا المسيحيين المضطهدين أن يفتح باب الرعايا أمام المسلمين، في وقت تقوم داعش وغيرها باضطهاد غير مسبوق لأولاد الكنيسة في العراق وسوريا ومصر وغيرها من الدول؟

قامت القيامة على البابا مستنكرين ومتهمين، وتساءل البعض اذا كان البابا يقوم بهذا عن وعي أم لا!

ليس بالضرورة أن يخبر البابا عن ما يمليه عليه الروح القدس، فرأس الكنيسة منتخب من قبل الروح القدس، وهو يسمع صوته جيداً، بغض النظر عن اقلام مأجورة وعيون عمياء وقلوب سوداء من داخل وخارج الكنيسة.

ألبابا فرنسيس من أذكى الاشخاص في عالمنا اليوم، لا يهادن، وهو وديع كالحمام وحكيم كالأفاعي كما أوصانا يسوع في الانجيل. عرف البابا انّ محاربة الاصولية لا يكون باستعراض العضلات ونحر المسيحيين في العالم أجمع، بل قام بضربة قاضية وهي مد يد الحوار والسلام، عرّى جميع خصومه، فلم يعد لهؤلاء حجة بقتل المسيحيين وترهيبهم.

أمام ما قام به، فتح العالم الاسلامي الباب أمام بابا السلام، جاء فاتحاً دول لم يسبق لبابا أن دخلها، لم يفتحها بالسيف بل بكلام الانجيل.

بعض العالم الاسلامي الذي حاول ضرب المسيحية بشتى الطرق، ها هو اليوم ينحني أمام بابا القوّة الصامتة التي لا تقاوم، بابا يحاور بدل القتال، يعرّي الخصوم ويلبسهم ثياب الاعتدال.

هل سمعتم بدولة عربية تقفل مدارسها استقبالاً لبابا الكنيسة؟

هل سمعتم بخطوط جوية عربية تبث مباشرة رحلة البابا الى أبو ظبي؟

هل سمعتم بهذا الحشد الصحافي الكبير يستقبل البابا كرسول عظيم؟

في وقت جمع العالم قواه العسكرية لدحر الارهاب، ها إن بابا بلباسه المتواضع بضحكة الأطفال بكلام السلام والمحبة ومد اليد يجرّد داعش ومن يدعمها من سلاح الكراهية ليقول للعالم أجمع: المسيح علمنا أن نحب خصومنا والمسيحيون ودعاء يحبون غيرهم فلماذا تقتلونهم؟

إنك لعظيم أيها البابا، فالمسلمون يحبونك أكثر فأكثر وبات المسيحي في ديارهم أخ وجار وليس كافرا أو عار.

تحية لك، تحية لدولة الامارات وجميع الدول المعتدلة مسيحية كانت أم مسلمة، فالعالم لا يقوم إلا على الحوار والمحبة والاعتدال.

Leave a Reply