ماذا يفعلون بالبلد؟!
كتب أحد المواطنين الخليجيين جملة شديدة التعبير عن لبنان على صفحته على تويتر، تقرأها فتشعر بصفعة تذكّرك بما أنستك إياه دوّامة الأزمات المتتالية والمتشابكة في هذا البلد. كتب المواطن الخليجي متحسّرا على واقع لبنان الحالي: ” وبينما كان لدى العرب أرضٌ يهوون إليها عندما تتكاثر منغّصات المجتمع والسياسة ، وعندما تكون الحياة سيئة على الصحافي والسياسي ورجل الأعمال ، كانت هنالك أرض خضراء إسمها ” لبنان ” يُزرع فيها الأرز ويسكنها العرب بمختلف جنسيّاتهم ودياناتهم ويتمنى الإفرنج لو أن لديهم مثلها… فماذا حلّ بهذا البلد”؟
نعم ماذا حلّ بهذا البلد ومَن يتحمّل مسؤولية استمرار عيشنا في هذه التركيبة الفاشلة والقاتلة والفاسدة والعاجزة؟
صحيح أن النظام السوري بجيشه ووصايته خرج من لبنان إلا أن ما نلاحظه بوضوح هو وجود بعض ممن لديهم قلة أخلاق سياسية وفقدان الضمير الوطني معطوفاً على ذهنية “هبش الدولة” ومنطق التنفيعات واقتناص المراكز والمناصب بأي ثمن.
هذا ما ورثته الطبقة السياسية التي نراها اليوم تضع العصي في دواليب الدولة وتمارس أبشع أوجه الفساد وتشبّح على الحقوق الجوهرية للشعب اللبناني، فنراها وبكل وقاحة تعرقل انتخاب رئيس للجمهورية وكأن الجمهورية ملكها. تستدرج التدخل الخارجي في كل شاردة وواردة ليبقى لبنان يعيش تحت وطأة اجتياح مبدأ السيادة فيه سياسياً كما عسكرياً حيث تحكمه قوى الأمر الواقع.
فالى متى ستستمر هذه المرارة في ظل كل المجهول الذي يحوم حول مستقبل الإدارة السياسية. ولماذا يتلكأ اللبنانيون ويضيّعون مرة بعد مرة فرصة الخروج من هذا النفق؟ ومتى تعود تلك الأرض اليابسة لغطائها الأخضر؟