منقول:
عندما تقف السلطة بآذارها ضد نائبة واحدة يعني بأن النائبة على حق… هذا لأنك في لبنان حيث أثبتت التجربة منذ الطائف أن السلطة فاشلة.
وبولا يعقوبيان الاعلامية اللامعة والتي كانت لفترة طويلة المدلّلة في بيت الوسط وتلفزيون المستقبل، تعرف كيف تواجه.
لا يهمني إن كانت بولا على حق، ولن أدخل في كل ملف لأتكلم عن صحة أو عدم صحة ما تقول. ما يهمني أن السلطة خائفة من نائبة واحدة.. ماذا لو تعمّم نموذج بولا؟ ماذا لو تجرّأ آخرون؟
عندما تتكلم يعقوبيان عن الفساد فهي محقة. الدولة فاسدة بهيكليّتها.. فاسدة بمسؤوليها وفاسدة بشعبها الذي انتخب وأ+عاد انتخاب الفاسدين.
تقنعني بولا حين تتكلم عن فساد المرفأ والمطار على الرغم من أنني لا أملك دليلاً. لكن ومن دون أدنى شك فأن المرفقين ينضحان فساداً.
تقنعني بولا حين تتكلم عن فساد الضمان، وفساد المصارف وفساد هيكلية السلطة.
تقنعني حين تتكلم عن فساد القضاء وسلطة القدر.
تقنعني حين تتّهم يميناً ويساراً.
تقنعني حين تتكلم عن فساد الكهرباء والمياه… وأنا لا أملك دليلاً سوى أن لا كهرباء في لبنان.
تقنعني حين تتكلم عن فساد سياسيين، وأحزاب وأنا لا أملك دليلا سوى أنهم هم أنفسهم في السلطة منذ نشأة الفساد…
تقنعني بولا حين تُجابه بالشتّامين… وبالدعاوى… تقنعني حين يصبح بوق أحد الأحزاب مصوّباً عليها، ورأس أحد الأحزاب الأخرى ناقماً عليها.
تقنعني حين تَقسم بموقف إعلاميّ صغير تيار المستقبل… حين تفصل نادر عن سعد وحين تدافع عن السنيورة من دون أن تبرأه.
تقنعني بولا لأنني أغرق في بحر الفساد وهي القشّة الآتية من بعيد…
أحياناً، لا نحتاج الى دليل… تقنعنا الحالة. هو الانطباع الراسخ بأن الدولة “مافيا”… وبأن قانون الانتخاب وضع على مقاس السلطة والمتسلّطين.
هو حكم الدين بوجوه الملحدين… هو بالمختصر “حاميها حراميها”.
أحياناً تحجب غيوم الشتاء شروق الشمس لكنّها لا تمحي النهار…
لذلك لن أسأل يعقوبيان عن أدلّة… يكفي أنها قادرة على ازعاجهم، حيث أشعر قليلاً بلذّة الانتقام.
ومثلي مثل الكثيرين الذين يئسوا من مستقبل الدولة اللبنانية… دولة باتت صورة مصغّرة عن “عمارة يعقوبيان”.