بقلم رئيس التحرير ايلي مجاعص.
الغريق.
يحكى عن وطن غير موجود على الخارطة، وليس له اسم على الكرة الأرضية، إنه وخلال نزهة جمهور من السياسيين على شواطئه، شاهدوا مواطنا يوشك على الغرق ويطلب النجدة…
أخذوا يتشاورون في ما بينهم عن كيفية إنقاذه:
هل سيكون إنقاذه بواسطة أحد مراكب الصيد، أم بواسطة مركب صغير؟
كان الغريق يستغيث ويلوّح بيديه وسط الأمواج التي بدأت تبتلعه شيئاً فشيئاً.
واستغرق السياسيون في مشاوراتهم يتساءلون: هل نرمي له سترة نجاة؟ أم نرمي له دولاباً ليتمسك به حتى يتمكن من البقاء عائماً على سطح الماء؟ وإذا استطعنا أن نقترب منه فهل نمسك بيده وننتشله؟ أم نمسك بكتفه أم نرفع رأسه أم صدره أم خاصرته؟
وفيما كان الغريق المتشبث بالحياة، يصارع ويستغيث طالباًً إنقاذه بأية وسيلة، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، كان السياسيون على الشاطئ غارقين في مشاوراتهم عن كيفية إنقاذه وانتشاله.
قولكم هذه الواقعة هل تشبه وطناً موجوداً على الكرة الأرضية؟
ربما!…
ولكن حكامه من كوكب آخر، فهم لا يزالون يفكرون ويختلفون على طريقة إنقاذ الغريق من الموت!…
يا أبتاه، لا تغفر لهم لأنهم يدرون ماذا يفعلون!…