القاضي اللبناني: عرِّف عن نفسك
– أنا طير نورس سيّدي
– أنت محكوم عليك بالإعدام أيها المجرم الحقير
– لماذا سيدي؟
– لأنك تهدد الملاحة الجوّية
– أنا أهدد الملاحة الجوية سيّدي ؟ كيف؟
– ألا تدري أيها المغفّل أنك تشكل خطراً على الطائرات؟
– لا أعلم سيّدي
– القانون لا يحمي المغفّلين
– قانون؟ أي قانون؟
– قانون الدولة
– وهل في دولتكم قانون سيدي؟
– وتهاجم القانون أيضاً يا نورس؟
– أنا لا أهاجم القانون سيدي. أنا أهاجم الدولة . الدولة التي لا قانون فيها. أنا رأيت مكب نفايات هنا قرب المطار. فلجأت إليه مع أصدقائي كي أطعم نفسي وأولادي فقط.
– ومن قال لك أن تتجه إلى المطار؟
– أنتم سيّدي
– نحن؟؟؟ كيف؟
– أنتم من صنعتم مكب النفايات سيّدي. أنتم الأغبياء المغفلون. أنتم اللصوص. أنتم الذين شوّهتم البيئة. أنتم الذين اغتلتم القانون. وتتكلمون عن القانون؟
– نحن؟ من تقصد بنحن؟
– أنتم الزعماء وأمراء الطوائف العصابات. والوزراء والنوّاب المرتشين.
– أنت تهدد الطائرات والملاحة الجوية. ولك الجرأة أن تتكلم أيضاً؟
– أنا لا أهدد أحداً. أنا أريد أن أعيش. أنت الذي تهدد كل شيء. الملاحة الجوية والحياة الأرضية.
والحياة المائية وكل شيء. والآن ترسل “أبطالك” ببنادقهم كي يقتلوني؟ أليس بالأحرى لو توجّه هؤلاء “الأبطال” إلى ساحة النجمة كي يحتجّوا على الزبالة التي في كل حدب وصوب؟
على الكهرباء التي لا تأتي. على المياه الجوفية الملوّثة. على الأكل الملوّث. على النظام الطائفي الذي يزرع الحقد في النفوس؟
– من أنت كي تحتج أيها النورس اللعين؟
– أنا نورس…أنا لا جنسيّة لي. أنا لا طائفة لي..ولا حقد لي. أنا لا أشكل خطراً على البيئة.
ولم أحمل مسدس يوماً على أبناء جنسي. أنا نورس. أنا أحب السلام. أما أنتم.
أنتم الطائفيون . أنتم المرتشون. أنتم القاتلون. أنتم اللصوص. أنتم شوّهتم لبنان. وشوّهتم كل شيء جميل. ورحتم تعبثون وسخاً بالحقول والأنهار والسماوات.
واليوم تريدون أن تحاكموني؟ ألا تباً لكم أيها اللصوص. أنتم تعشقون البواريد. تعشقون إطلاق النار. ولذلك أتيتم إلي. وغداً ستطلقونها على بعضكم. ألا تبّاً لكم. ألا تباً لكم. أنتم الخطر على البيئة وعلى الإنسانية وعلى الإنسان. وليس أنا …ليس أنا
Leave a reply