مع كل عمل إرهابي يضرب العالم هناك متهم واحد. المُنَفّذ ليس سوى الأداة، أما المسؤولية فتقع على المنظومة الفكرية المحرِّضة. إنه “الإسلام المتطرف”.
هذا هو المناخ العام السائد في المجتمعات الغربية.
الرئيس الاميركي دونالد ترامب أعلن خلال حفل تنصيبه عن عزمه توحيد العالم بهدف “محو الإسلام المتطرف من على وجه الأرض”
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت عقب هجوم لندن أننا تسامحنا كثيراً مع التطرف … ويجب التخلص منه.
قد لا تنفع صفة “المتطرف” المتلازمة مع الإسلام في التخفيف من وقع الإتهام على المجتمعات الإسلامية. كما قد لا تكفي الإدانة والتنصل من رفع المسؤولية عنها. لذلك فإن إشكالية التطرف تتطلب مراجعة نقدية ذاتية لمعالجة التشويهات التي لحقت بالدين الإسلامي ونظرة الآخرين له.
قالها المفكر إدوارد سعيد بعد أحداث 11 أيلول: إنه “صدام الجهل” رافضاً نظرية صدام الحضارات. تتجلى هذه النظرة التنبؤية اليوم من خلال:
(1) جهل القيم الإسلامية الحقيقية من قبل هؤلاء “الجهلة المختلين” الذين يُحرّضون ويَقتلون بإسم الدين،
(2) جهل (أو تجهيل) أسباب النمو المتعاظم للفكر الأصولي وسبل الحد منه،
(3) وجهل وسائل التعامل مع حالات التطرف (مكافحة الإرهاب)، لاسيما في المجتمعات الغربية، دون معاداة الشرائح الاجتماعية المسلمة.
الإسلام الذي أعرف هو دين التسامح والمحبة … المُنبثق من الديانات الإبراهيمية التوحيدية (اليهودية والمسيحية) والمُكمِّل لها.
نقرأ في القرآن هذه الحقيقة واضحة في قوله تعالى:{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}(سورة الشورى: الآية: 13).
Chadi Abou Daher