Mayssam J. Rizk
كان الرئيس رفيق الحريري يفتَح عينيه، في اليوم الأول من تشرين الثاني من كل عام (تاريخ ميلاده)، على «سهل» من الزهور يمتدّ من بوابة قصر قريطم حتى بابه الدّاخلي. وكان (المسؤول المالي عن إدارة المشتريات والنفقات في القصر) محمّد الصيداني، قبل أسبوع من الذكرى، يتصل بمعارف «أبو بهاء» ومحبّيه، يسألهم ما إذا كانوا يُريدون حجز باقة بإسمهم للمعايدة، يؤمنها الصيداني من أحد محلات بيع الزهور في قريطم. يروي أحد من عملوا في القصر كيف حرصت السيّدة نازك الحريري، الإطلاع على «أصحاب الواجب» الذين يعايدون زوجها… من ماله! لكن هل كان «الرئيس» على علم بذلك؟ بحسب العارفين، كان رفيق الحريري يعلم كل شيء ويغضّ بصره عن كثير مما يحصل حوله. وكانت معايدته من «كيسه الخاص»، بالنسبة إليه تفصيل بسيط أمام التجاوزات التي اعتاد ارتكابها من كل من التحق به. هذه التجاوزات خلقت جيش من رجال الأعمال وأصحاب الملايين الذين بدأوا مسيرتهم مع الأب، وأكملوها مع وريثه السياسي سعد الحريري. إلا أن الفارق بين السلف والخلف هو أن الأول كان يتحكّم بـ «حنفية» المال، فيفتحها على قدر حاجته لشراء ولاء «حاشيته»، مدركاً أن المال السياسي لا بدّ أن يجرّ معه الفساد. أما الثاني فلم يتعلّم كيف يتحكّم بـ «الحنفية» حتى استفاق يوماً ما ليجِد نفسه «أفقرهم» يئِنّ تحت وطأة الديون المتراكمة، من لبنان الى… المملكة العربية السعودية! وفي أزمته المالية، لم يجِد الحريري من بين هؤلاء من يقف إلى جانبه ويردّ اليه بعضاً من «جميل الوالد»، فيدفع ولو جزء يسير من الديون المتراكمة، بل لا يزال ينفق من مال الرجل حتى هذه اللحظة.
كان الرئيس رفيق الحريري يفتَح عينيه، في اليوم الأول من تشرين الثاني من كل عام (تاريخ ميلاده)، على «سهل» من الزهور يمتدّ من بوابة قصر قريطم حتى بابه الدّاخلي
March 30, 2017No comment
posted on
Leave a reply