عيد ميلاد أم وقفة ضمير ؟
أخجل منك يا رب. أخجل أن تراقبني يا سيّدي وأن تميّز كيف أسكب ذاتي .
أين أختبيء منك ؟ كيف أمرّ نحو صندوق التّبرّعات دون ان تراني؟
أأحكم قبضتي على “مالي” الّذي أتصدّق به ، كي لا تعلم “ما صنعت يميني”؟
ربّي قد انتبهتَ ” للنقود الكثيرة” ولفتتك الأرملة التي “ألقت الفلسين”. وجعلت من عطائها لذاتها وسكبها لحياتها ، تعليماً ومثالاً لتلاميذك . لكن قل لي يا رب
من فضلك أتراقب أيضاً من يتوجّه إلى قلوب الناس وصناديقهم العتيقة؟
أنا يا سيّدي، فُلوسي زهوراً . إني ألقي أزهاراً على أبواب البيوت، تحت الشبابيك، في زوايا القلوب المظلمة . ألقي زهوراً على جبينٍ معقود ووجوهٍ متجهّمة وشفاه مقفلة .
ألقي زهوراً في نفوسٍ متألّمة وضمائر ميّتة وأسكب عطراً ، عطر ورودِ سلام لأبلسمَ جرحاً وأسند جوعاً وافتح باباً وأزرع املاً وأشجّع يائساً . لا صندوق تبرّعات أتوجّه إليه والهيكل هو قلب قريبي..
وكم كنت واهمة يا رب عندما اعتقدت بأنّي أنا من أعطي من قلبي وفكري وأني انا من أكرّسُ وقتاً وأحرق أعصاباً من أجل من وضعتهم على طريقي . لكنّي فوجئت بأني أتلقّى هدايا احترام وحبّ وبنوّة وأخوّة مع كلّ نبضة من نبضات قلبي .
نعم … أخجل منك يا رب.. أخجل من ذاتي.. أخجل من قريبي
لأنّي لم أتعلّم بعد كيف أقول :” لا .. لا .. أنا لا أريد شيئاً “
أنت تعلم كلّ شيء يا رب . تعرف دروب الهيكل ومكان الصندوق .
وحدك تحسب أعداد باقات الزّهور وألوانها واشكالها .
أرجوك ربّي ، راقبني… لا تغفل عنّي كي لا يصبح عطائي تملّكاً وتتحوّل أزهاري أشواكاً
آمين
شكرا لوجودكم الثمين في حياتي
