الرئيس عون يتّصل بالدكتور سمير جعجع ويبكيان على الهاتف
اتصل رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون برئيس
عون: حكيم، كيفك؟
سمير: حمدالله، انت كيف، كيف صحتك؟
عون: خير، صرنا كبار يا سمير، العمر غفلة.
سمير: الله يطوّل بعمرك جنرال.
عون: ليك حكيم، بدي صارحك بشي.
سمير: قلّي.
عون: والله يا سمير، مبارح قعدت فكّر بيلّي صار ولي عم يصير، تذكّرت لمن زرتك بالمعتقل، تبادلنا الحديث عن الكتب لي منقراها، وشويّة وجدانيات، كانت جلسة ما راحت من بالي.
سمير: المعتقل، بتتذكر كيف نفيوك وكيف حطوني تحت سابع أرض؟ تنذكر ما تنعاد.
عون: ايه، صحيح، كانت ايام صعبة، وقديش في شباب وصبايا تبهدلوا من ورانا، شي بيزعّل.
سمير: مات كتير من ورانا جنرال، وأنا كمان بفكّر بل إيام لي كنت فيها بالقطّارة، كيف كنت غرقان بالقراءات الروحية، وكيف اتنسّكت بالسجن، وصراحة، ما كنت عم اكذب لمّن قلت إنو يا ريت بعدني هونيك.
عون: ليك سمير، خيي…
سمير: شو حلوة هل كلمة يا جنرال، أثّرت فيّي.
عون: أنا صرت بآخر عمري، وبسأل حالي كل يوم، لوين بعدان؟ في الله يا سمير، والحقيقة هيي الله، أولتك نحنا رح نتحاسب عيلّي عملناه؟
سمير: ربنا غفور، بس كمان أنا قضّيت هل 11 سنة بل سجن، عم صلّي وأطلب من الله ينوّرني ويحمي لبنان، وأنا وياك ما كنا ملايكة.
عون: ايه، ما حدن كان ملاك، كل واحد شايف الحقيقة من جهتو، ويمكن تنيناتنا غلطانين.
سمير: شو المطلوب؟
عون: حبيت اتصل فيك وقلّك إنو هل شعب بيستاهل حياة، بيستاهل ياكل ويعيش، بيستاهل سلام، حاولنا نبني السلام من جديد أنا وياك، بس صار لي صار، نحنا ضعاف يا حكيم.
سمير: الوقت ما انتهى، هيّانا بعدنا عايشين، لي بدك ياه بيصير، انت بتؤمر.
عون: تعا نسامح بعض، رغم قهر الأمهات والشباب لي سافرت، ونطلب المغفرة من الشعب.
سمير: ما في إلّا انو نغفر لبعض، انشاالله العالم تغفرلنا، يا رب.
عون: بدي قلّك إنو أنا بحب لبنان، وما عندي شك انك بتحب لبنان، ولازم ما نسمح انو هل مجتمع ينقسم بسببنا.
سمير: أنا معك، وشو رح نقلّن؟
عون: من خبّرهن عن المحبة، عن المصالحة، عن إنو ما رح نقبل إلا المسيحيين واللبنانيي يتوحدوا.
سمير: أنا معك، ومن خبرهن عن الحقيقة.
عون: اي حقيقة؟
سمير: إنو نحنا منغلط، وممنوع يتقاتلوا كرمالنا، وإنو يسوع هوي وحدو الحقيقة.
عون: آخ يا سمير، يسامحنا يسوع على كل شي، ويا ريت فيي شوفك لابكي ونتسامح.
سمير: انت مش خيي، انت بيّي، وأنا لي بدي اغمرك ونبكي بلكي ربنا بيسامحنا.
وفجأة وعيت من الحلم…